كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
ثم تصرف فيه فأخرجه بلفظ الإرداف فقال :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي . . . بصبح وما الإصباح منك بأمثل
وأما الاشتراك - فمنه ما ليس بحسن ولا قبيح ، وهو الاشتراك في الألفاظ مثل اشتراك الأبيرد وأبي نواس في لفظة الاستعفاء ، فإن الأبيرد قال في مرثية أخيه :
وقد كنت أستعفي الإله إذا اشتكى . . . من الأجر لي فيه وإن عظم الأجر
وقال أبو نواس :
ترى العين تستعفيك من لمعانها . . . وتحسر حتى ما تقل جفونها
ومنه الحسن ، وهو الاشتراك في المعنى ، كقول امرئ القسي :
كبكر المقاناة البياض بصفرة . . . غذاها نمير الماء غير المحلل
وقول ذي الرمة :
كحلاء في برجٍ صفراء في دعجٍ . . . كأنها فضة قد مسها ذهب فوقع الاشتراك بينهما في وصف المرأة بالصفرة ، غير أن الأول شبه الصفرة ببيضة النعامة ، والآخر وصفها بالفضة المموهة ؛ ومن الاشتراك المعنوي ما ليس بحسن ولا معيب ، كقول كثير :
وأنت التي حببت كل قصيرة . . . إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد . . . قصار الخطا ، شر النساء البحاتر
فإن لفظة قصيرة مشتركة ، فلو اقتصر على البيت الأول لكان الاشتراك معيباً لكنه لما أتى بالبيت الثاني زال العيب ، ولم يبلغ رتبة الحسن لما فيه من التضمين .

الصفحة 147