كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 15 """"""
الكتب عقل شوادر الكلم . . . والخط خيط في يد الحكم
والخط نظم كل منتثر . . . منها وفصل كل منتظم
والسيف وهو بحيث تعرفه . . . فرض عليه عبادة القلم
وقد اختلف الناس في الخط واللفظ ، فقال بعضهم : الخط أفضل من اللفظ لأن اللفظ يفهم الحاضر ، والخط يفهم الحاضر والغائب .
قالوا : ومن أعاجيب الخط كثرة اختلافه والأصل فيه واحد كاختلاف صور الناس مع اجتماعهم في الصبغة . قال الصولي : سئل بعض الكتاب عن الخط متى يستحق أن يوصف بالجودة ؟ قال : إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره وضاهى حدوره ، وتفتحت عيونه ولم تشتبه راؤه ونونه ، وأشرق قرطاسه ، وأظلمت أنفاسه ، ولم تختلف أجناسه ، وأسرع إلى العيون تصوره ، وإلى القلوب ثمره ، وقدرت فصوله ، " واندمجت وصوله وتناسبت دقيقه وجليله " وتساوت أطنابه واستدارت أهدابه ، وخرج عن نمط الوراقين ، وبعد عن تصنيع المحررين ؛ " وقام لكاتبه مقام النسبة والحلية " وكان حينئذ كما قلت في صفة الخط :
إذا ما تخل قرطاسه . . . وساوره القلم الأرقش
تضمن من خطه حلة . . . كمثل الدنانير أو أنقش
حروف تكون لعين الكليل . . . نشاطاً ويقرؤها الأخفش
وقال ابن المعتر :
إذا أخذ القرطاس خلت يمينه . . . تفتح نوراً أو تنظم جوهرا
وقيل لبعضهم : كيف رأيت إبراهيم الصولي ؟ فقال :