كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 164 """"""
ملكنا بإطلاق الممالك وإعطاء الدول ، والمن بالنفوس التي جعلها النصر لنا من جملة الخول ، وأغرى عواطفنا بتحقيق رجاء من مد إلى عوارفنا كف الأمل ، وأفاض بمواهب نعمائنا على من أناب إلى الطاعة حلل الأمن بعد الوجل ، وانتزع بآلائنا لمن تمسك بولائنا أرواح رعاياه من قبضة الأجل ، وجعل برد العفو عنه وعنهم بالطاعة نتيجة ما أذاقهم العصيان من حرارة الغضب ، إذ ربما صحت الأجسام بالعلل ؛ نحمده على نعمه التي جعلت عفونا ممن رجاه قريباً ، وكرمنا لمن دعاه بإخلاص الطاعة مجيباً ، وبرنا لمن أقبل إليه منيباً بوجه الأمل مثيباً ، وبأسنا مصيباً لمن لم يجعل الله له في التمسك بمراحمنا نصيباً ؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تعصم دم من تمسك بذمامها ، وتحسم مواد من عاندها بانتقام حسامها ، وتفصم عرا الأعناق ممن أكمعه الغرور في انفصال أحكامها وانفصامها ، وتقصم من قصد إطفاء ما أظهره الله من نورها ، وانقطاع ما قضاه من دوامها ، وتجعل كلمة حملتها هي العيا ، فلا تزال أعناق جاحديها في قبضة أوليائها وتحت أقدامها ؛ ونشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالهدى ودين الحق إلى كل أمه ، المنعوت في الكتب المنزلة بالرأفة والرحمة ، المخصوص مع عموم بخمس منهن الرعب الذي كان يتقدمه إلى من قصده ، ويسبقه مسيرة شهر إلى أمه ، المنصوص في الصحف المحكمة على جهاد أمته ، الذي لا حياة لمن لم يتمسك من طاعته بذمته ؛ صلى الله عليه وآله وصحبه الذين فتحوا بدعوته الممالك ، وأوضحوا بشرعته إلى الله المسالك ، وجلوا بنور سنته عن وجه الزمن كل حال حالك ، وأوردوا من كفر بربهم ورسله موارد المهالك ، ووثقوا بما وعد الله نبيه حين زوى له مشارق الأرض ومغاربها م أن ملكهم سيبلغ ما زوى الله له من ذلك ؛ صلاةً لا تزال الأرض لها مسجداً ، ولا يبرح ذكرها مغيراً في الآفاق ومنجداً ، ما استفتحت ألسنة الأسنة النصر بإقامتها ، وأبادت أعداءها باستدامتها ، وسلم تسليماً كثيراً ؛ وبعد ، فإنه لما آتانا الله ملك البسيطه ، وجعل دعوتنا بأعنة ممالك الأقطار محيطه ؛ ومكن لنا في الآفاق ، وأنهضنا من الجهاد في سبيله بالسنة والفرض ، وجعل كل يوم تعرض فيه جيوشنا من أمثلة يوم العرض ؛ وأظلتنا بوادر الفتوح ، وأظلت على الأعداء سيوفنا التي هي على من كفر بالله وكفر النعمة دعوة نوح وأيدنا بالملائكة والروح ، على من جعل الواحد سبحانه ثلاثةً فانتصر بالأب والابن والروح ؛ وألقت إلينا ملوك الأقطار السلم ، وبذلت كرائم بلادها رغبة في الالتحاء من عفونا إلى ظل

الصفحة 164