كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 167 """"""
ومن تقليدٍ كتبه المشار إليه أيضاً لسلامش بمملكة الروم حين ورد كتابه يسأل ذلك قبل حضوره ، أوله .
الحمد لله الذي أيدنا بنصره ، وأمدنا من جنود الظفر بما لم يؤت ملك في عصره ، وجعل مهابتنا قائمة في جهاد عدو الدين ، إن قرب مقام كسره ، وإن بعد مقام حصره ، ونشر دعوة ملكنا في الأقطار كلها إذا اقتصرت دعوة غيرنا من ملوك الأمصار على مصره ، وأنجد من نادانا بلسان الإخلاص من جنود الله وجنودنا بالجيش الذي لم تزل أرواح العدا بأسرها في أسره ، وعضد من تمسك بطاعة الله وطاعتنا من إجابة عساكرنا بما هو أقرب إلى مقاتل عدوه من بيضه المرهفة وسمره ، وأعاد بنا من حقوق الدين كل ضالة ملكٍ ظن العدو أن أمره غالبٌ عليها والله غالبٌ على أمره ؛ فجنودنا إلى نصرة من دعاها بالإيمان أقرب من رجع نفسه إليه ، وأسرع من رد الصدى جوابه عليه ؛ وأسبق إلى عدو الدين من مواقع عيانه ، وأقدر على التصرف في أرواح أهل الشرك من تصرف الكمي في عناه ؛ وأذب عن حمى الدين من الجفون عن نواظرها ، وأضرى على نفوس المعتدين من أسود عنت الفرائس لكواسرها ؛ قد عودها النصر الإلهي ألا تسل ظباها فتغمد حتى تستباح ممالك ، وضمن لها الوعد المحمدي أنها الطائفة الذين لا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ؛ نحمده على نعمه التي لم نزل نصون بها حمى الدين ونصول ، وتقلد بيمنها من لجأ إلينا سيف نصر يصدع به ليل العدا ولو أن النجوم نصول ، ونورد باسمها من انتصر بنا مورد عز يحرمه لمع الأسنة فوقه ، فليس لظمآن من العدا إليه وصول ؛ وبعد ، فإن أولى من أصغت عزائمنا الشريفة إلى نداء إخلاصه ، وأجابت مكارمنا العممة دعاء تميزه بالولاء واختصاصه ، وقابلت مراسمنا انتصاره في الدين بالنفير لإعانته على ما ظفر باقتلاعه من يد الكفر واقتناصه ، وتكفلت له مهابتنا بالأمن على ملك مذ وسمه باسمنا الشريف يئس العدو من استخلاصه ؛ وأجيبت كتبه في الاستنجاد بسرعان الكتائب ، ولمعان القواضب ، وتتابع أمداد جيوشنا التي تنوء بحملها كواهل المشارق والمغارب ، وتدفق أمواج عساكرنا التي تنشد طلائعها ملوك العدا : " أين الفرار ولا مفر لهارب " وتألق بروق النصر من خفق ألويتنا الشاهدة بأن قبيلنا " إذا ما التقى الجمعان أول غالب "

الصفحة 167