كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
وقال أبو الفتح كشاجم :
وإذا نمنمت بنانك خطا . . . معرباً عن بلاغة وسداد
عجب الناس من بياض معانٍ . . . تجتني من سواد ذاك المداد
وقال الممشوق الشامي شاعر اليتيمة :
لا يخطر الفكر في كتابته . . . كأن أقلامه لها خاطر
القول والفعل يجريان معاً . . . لا أول فيهما ولا آخر قال أبو عثمان عمرو بن الجاحظ : الكتاب نعم الذخر والعقدة ، ونعم الجليس والعمدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المستغل والحرفة ، ونعم الأنيس ساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، والوزير والنزيل ؛ والكتاب وعاء ملئ علماً ، وظرف حشي ظرفا ، وإناء شحن مزاجاً وجدا ، إن شئت كان أبين من سحبان وائل ، وإن شئت كان أعيا من باقل ، وإن شئت ضحكت من نوادره وعجبت من غرائب فوائده ، وإن شئت ألهتك نوادره ، وإن شئت شجتك مواعظه ومن لك مله ، وبزاجر مغر وبناسك فاتك ، وناطق أخرس ، وببادر حار ومن لك بطبيب أعرابي وبرومي هندي ، وفارسي يوناني ، وبقديم مولد ، وبميت ممتع ومن لك بشيء يجمع لك الأول والآخر ، والناقص والوافر ، والشاهد والغائب والرفيع والوضيع والغث والسمين ، والشكل وخلافه ، والجنس وضده ؛ وبعد فمتى رأيت بستاناً يحمل في ردن ؟ وروضة تقلب في حجر ؟ ينطق عن الموتى ، ويترجم كلام الأحيا ، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، " آمن من الأرض " وأكتم للسر من صاحب السر ، واضبط لحفظ الوديعة من أرباب الوديعة وأحضر لما استحفظ من الأميين ومن الأعراب المعربين بل

الصفحة 17