كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 176 """"""
مصالحهم ، والفاتح لمغالقهم ، والمرشد لضالتهم ، والرادع لغوايتهم ، فقد أمر الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى ، والتناصر على الحق ، ودعنا نقض هذه الحياة بصدور بريئةٍ من الغل ، سليمةٍ من الضغائن والحقد ، ونلق الله تعالى بقلوب سليمةٍ من الضغن ؛ وبعد ، فالناس ثمامة فارفق بهم ، واحن عليهم ، ولن لهم ، ولا تشق نفسك بنا خاصةً منهم ، واترك ناجم الحقد حصيداً ، وطائر الشرك واقعاً ، وباب الفتنة مغلقاً ، فلا قال ولا قيل ، ولا لوم ولا تعنيف ، والله على تقول شهيد ، وربما نحن عليه بصير . ، والله على تقول شهيد ، وربما نحن عليه بصير .
قال أبو عبيدة : فلما تأهبت للنهوض قال عمر رضي الله عنه : كن لدى الباب هنيهةً فلي معك دور من القول ، فوقفت وما أدري ما كان بعدي إلا أنه لحقني بوجه يبدي تهللاً ، وقال لي : قل لعلي : الرقاد محلمه ، والهوى مقحمه ؛ " وما منا إلا له مقامٌ معلوم " وحقٌ مشاعٌ أو مقسوم ، ونبأٌ ظاهرٌ أو مكتوم ؛ وإن أكيس الكيسي من منح الشارد تألفا ، وقارب البعيد تلطفاً ؛ ووزن كل شيء بميزانه ، ولم يخلط خبره بعيانه ؛ ولم يجعل فترة مكان شبره ديناً كان أو ديناً ، ضلالاً كان أو هدى ، ولا خير في علم مستعمل في جهل ، ولا خير في معرفة مشوبة بنكر ، ولسنا كجلدة رفع البعير بين العجان والذنب ، وكل صال فبناره ، وكل سيل فإلى قراره ، وما كان سكوت هذه العصابة إلى هذه الغاية لعي وشتى ، ولا كلامها اليوم لفرق أو رفق ، وقد جدع الله بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) أنف كل ذي كبر ، وقصم ظهر كل جبار ، وقطع لسان كل مكذوب فماذا بعد الحق إلا الضلال ما هذه الخنزوانة " التي " في فراش رأسك ؟ ما هذا الشجا المعترض في مدارج أنفاسك ، ما هذه القذاة التي اغشت ناظرك ؟ وما هذه الوحرة التي أكلت شراسيفك ؟ وما هذا الذي لبست بسببه جلد النمر ، واشتملت بالشحناء والنكر ، ولسنا في كسروية كسرى ، ولا في قيصرية قيصر ، تأمل لإخوان فارس وأبناء الأصفر ، قد جعلهم الله جزراً لسيوفنا ، ودريئة لرماحنا ومرعى لطعاتنا ، وتبعاً لسطاننا ، بل نحن نور نبوة ، وضياء رسالة ، وثمرة حكمة ، وأثرة رحمه ، وعنوان نعمه ، وظل عصمه ، بين أمة

الصفحة 176