كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 184 """"""
المؤمنين " فنحن مرةً أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة ؛ ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلجوا عليهم ، فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم ، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم ؛ وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت ، وعلى كلهم بغيت ، فإن يكن ذلك كذلك فليست الجناية عليك ، فتكون المعذرة إليك . " وتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارها " .
وقلت : إني كنت أقادكما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع ، ولعمر الله لقد أردت أن تذم فحمدت ، وأن تفضح فافتضحت ، وما على المسلم من غضاضةٍ في أن يكون مظلوماً ما لم يكن شاكاً في دينه ، ولا مرتاباً في يقينه ، وهذه حجتي إلى غيرك قصدها ، ولكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها .
ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان ، فلك أن تجاب عن هذه لرحمه منك ، فأينا كان أعدى له ، وأهدى إلى مقاتله ؟ أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه ، أمن استنصره فتراخى عنه ، وبث المنون إليه ، حتى أتى قدره عليه ؟ كلا والله " قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً " وما كنت أعتذر من أني كنت أنقم عليه أحداثاً ، فإن كان الذنب إليه إرشادي وهدايتي له " فرب ملوم لا ذنب له " وقد يستفيد الظنة المتنصح وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت " وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت " ؛ وذكرت أنه ليس لي ولأصحابي إلا السيف ، فلقد أضحكت بعد استعبار ، متى ألفيت بني عبد المطلب عن الأعداء ناكلين ، وبالسيوف مخوفين ؟ لبث قليلاً
الصفحة 184
236