كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 199 """"""
أعتنش آثباً ولا تائباً ، " عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيزٌ ذو انتقام " فأسروا خيراً وأظهروه ، واجهروا به وأخلصوا ، فطالما مشيتم القهقرى ناكصين ، وليعلم من أدبر وأصر أنها موعظة بين يدي نقمة ؛ ولست أدعوكم إلى أهواء تتبع ، ولا إلى رأيٍ يبتدع ؛ إنما أدعوكم إلى الطريقة المثلى ، التي فيها خير الآخرة والأولى ؛ فمن أجاب فإلى رشده ، ومن عمى فعن قصده ؛ فهلم إلى الشرائع الجدائع ، ولا تولوا عن سبيل المؤمنين ، ولا تستبدلوا الذي هو أدى بالذي هو خير ، " بئس للظالمين بدلاً " إياكم وبنيات الطريق ، فعندها الترنيق والرهق ، وعليكم بالجادة ، فهي أسد وأورد ، ودعوا الأماني فقد أردت من كان قبلكم ، وليس للإنسان إلا ما سعى ، ولله الآخرة والأولى ، و " لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى " " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب " .
هذا ما اتفق إيراده من رسائل وخطب بلغاء الصحابة - رضي الله عنهم - وكلام التابعين وغيرهم مما يحتاج الكاتب إلى حفظه . وأما رسائل المتقدمين والمعاصرين التي يحتاج إلى النظر إليها دون حفظها - فهي كثيرة جداً ، سنورد من جيدها ما تقف عليه إن شاء الله .
ذكر شيء من رسائل وفصول الكتاب والبلغاء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من المشارقة والمغاربة
وهذه الرسائل والفصول كثيرة جداً ، وقد قدمنا منها فيما مر من كتابنا هذا ما حلا ذكره ، وفاح نشره ، وأنس به سامعه ، وأيس من الإتيان بمثله صانعه ، وأوردنا في كل باب وفصلٍ منه ما يناسبه ، وسنورد إن شاء الله في فني الحيوان والنبات عند ذكر كل حيوان أو نبات يستحق الوصف ما سمعناه وطالعناه من وصفه نظماً ونثراً ، مع ما يندرج في فن التاريخ من الرسائل والفصول والأجوبة والمحاورات عند ذكر الوقائع ، وإنما نورده ثم وإن كان هذا موضعه ليكون الكلام فيه شاقةً ، وترد الوقائع يتلو بعضها
الصفحة 199
236