كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
وكتب محمدٌ إلى يحيى بن هرمة - وكان عامله على أصفهان ، وقد تظلم منه أهلها - : يا يحيى ، قد كثر شاكوك ، وقل شاكروك ؛ فإما عدلت ، وإما اعتزلت .
وكتب أبو بكر الخوارزمي جواباً عن هدية : وصلت التحفة ، ولم يكن لها عيب إلا أن باذلها مسرفٌ في البر ، وقابلها مقتصدٌ في الشكر ؛ والسرف مذمومٌ إلا في المجد ، والاقتصاد محمودٌ إلا في الشكر والحمد .
وكتب مالك الروم إلى المعتصم يتوعده ويتهدده ، فأمر الكتاب أن يكتبوا جوابه ، فكتبوا فلم يعجبه مما كتبوا شيءٌ ، فقال لبعضهم : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد فقد قرأت كتابك ، وفهمت خطابك ، والجواب ما ترى لا ما تسمع ، " سيعلم الكافر لمن عقبى الدار " .
ومن كلام بديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني - قيل : ذكر الهمذاني في مجلس أبي الحسن بن فارس فقال ما معناه : إن البديع قد نسي حق تعليمنا إياه ، وعقنا وشمخ بأنفه عنا ، فالحمد لله على فساد الزمان ، وتغير نوع الإسنان ؛ فبلغ ذلك البديع ، فكتب إلى أبي الحسين : نعم أطال الله بقاء الشيخ الإمام ، إنه الحمأ المسنون ، وإن ظنت الظنون ؛ والناس لآدم ، وإن كان العهد قد تقادم ؛ وارتبكت الأضداد ، واختلط الميلاد ؛ والسيخ يقول : فسد الزمان ، أفلا يقول : متى كان صالحاً ؟ أفي الدولة العباسية وقد رأينا آخرها وسمعنا أولها ؛ أم المدة المروانية وفي أخبارها " لا تكسع الشول بأغبارها " ؛

الصفحة 201