كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 206 """"""
وكتب أيضاً : وصل كتابه - أيده الله - يضحك عن أخلافه الأرجة ، ويتهلل عن عشرته العطرة ؛ ويخبر عن عافية الله لمن رأيت شمل الحرية به منتظماً ، وشعب المروءة له ملتئماً ؛ ويحمل من أنواع بره ما أقصر عن ذكره ، ولا أطمع في شكره ؛ ويؤدي من لطيف اعتذاره في أثناء عتبه ، ما تزداد المودة تمهيداً به ؛ وفهمته ، ورغبت إلى الله بأخلص طوية ، وأمحض نية . وقال أبو الفرج الببغاء من رسالة إلى عدة الدولة أبي تغلب جاء منها : أصح دلائل الإقبال ، وأصدق براهين السعادة - أطال الله بقاء سيدنا - ما شهدت العقول بصحته ، ونطقت البصائر بحقيقته ، ونعمة الله على الدنيا والدين بما أولاهما من اختيار سيدنا لحراستهما بناظر فضله ، وسترهما بظل عدله ؛ مفصحةٌ بتكامل الإقبال ، مبشرةٌ بتصديق الآمال .
محروسةٌ ضمن الشكر الوفي لها . . . على الزيادة نيل السؤل والدرك
تحقق العصر أن الملك منذ نشأ . . . له أبو تغلب اسمٌ غير مشترك
واستخلف الفلك الدوار همته . . . فلووني أغنت الدنيا عن الفلك
مأمون الهفوات ، متناصر الصفات ؛ ربعي النفاسة ، حمداني السياسة ، ناصري الرياسة ؛ عطاردي الذكاء ، موفق الآراء ؛ شمسي التأثير ، قمري التصوير فلكي التدبير ؛ للصدق كلامه ، وللعدل أحكامه ، وللوفاء ذمامه ؛ وللحسام غناؤه ، وللقدر مضاؤه ، وللسحاب عطاؤه .
دعوته فأجابتني مكارمه . . . ولو دعوت سوى نعماه لم تجب
وجدته الغيث مشغوفاً بعادته . . . والروض يحيا بما في عادة السحب
لو فاته النسب الوضاح كان له . . . من فضله نسبٌ يغني عن النسب
إذا دعته ملوك الأرض سيدها . . . طرادعته المعالي سيد العرب
وكتب أبو الحسن علي بن القاسم القاشاني :

الصفحة 206