كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 207 """"""
ما أرتضي نفسي لمخاطبة مولاي إذا كنت منفي الشواغل ، فارغ الخواطر ، مخلي الجوارح ، مطلق الإسار ، سليم الأفكار ، فكيف مع كلال الحدة ، وانغلاق الفهم ، واستبهام القريحة ، واستعجام الطبيعة ؛ والمعول على النية ، وهي لمولاي بظهر الغيب مكشوفة ، والمرجع إلى العقيدة ، وهي بالولاء المحض معروفة ؛ ولا مجال للعتب عن هذه الأحوال ، للعذر وراء هذه الخلال .
وقال محمد بن العباس الخوارزمي : الحمد لله الذي جعل الشيخ يضرب في المحاسن بالقدح المعلي ، ويسمو منها إلى الشرف الأعلى ، ولم يجعل فيه موضعاً للولا ، ولا مجالاً لإلا ؛ فإن الاستثناء إذا اعترض في المدح انصب ماؤه ، وكدر صفاؤه ، وانطلق فيه حساده وأعداؤه ؛ ولذلك قالوا : ما أحسن الظبي لولا خنس أنفه وما أحسن البدر لولا كلف وجهه وما أطيب الخمر لولا الخمار وما أشرف الجود لولا الإقتار وما أحمد مغبة الصبر لولا فناء العمر وما أطيب الدنيا لو دامت .
ما أعلم الناس أن الجود مكسبةٌ . . . للحمد لكنه يأتي على النشب
ذكر شيء من رسائل فضلاء المغاربة ووزرائهم وكتابهم ممن ذكرهم ابن بسام في كتابه المترجم بالذخيرة في محاسن أهل الجزيرة
منهم ذو الوزارتين أبو الوليد بن زيدون ، فمن كلامه رسالةٌ كتبها على لسان محبوبته ولادة بنت محمد بن عبد الرحمن الناصري إلى إنسان استمالها إلى نفسه عنه ، وهي :
الصفحة 207
236