كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 213 """"""
وأرسل وأسند ، وبحث ونظر ، وتصفح الأديان ، ورجح بين مذهبي ماني وغيلان ؛ وأشار بذبح الجعد ، وقتل بشار بن برد ؛ وأنك لو شئت خرقت العادات ، وخالفت المعهودات ؛ فأحلت البحار عذبة ، وأعدت السلام رطبة ؛ ونقلت إذا فصار أمسا ، وزدت في العناصر فكانت خمساً ؛ وأنك المقول فيه : " كل الصيد في جوف الفرا "
ليس على الله بمستنكرٍ . . . أن يجمع العالم في واحد
والمعنى بقول أبي تمام :
فلو صوّرت نفسك لم تزدها . . . على ما فيك من كرم الطباع
والمراد بقول أبي الطيب :
ذكر الأنام لنا فكان قصيدةً . . . كنت البديع الفرد من أبياتها
فكدمت غير مكدم ونفخت في غير فحم ؛ ولم تجد لرمح مهزا ، ولا لشفرة محزا ؛ بل رضيت من الغنيمة بالإياب ، وتمنيت الرجوع بخفي حنين ، لأني قلت لها : " لقد هان من بالت عليه الثعالب "
الصفحة 213
236