كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 214 """"""
وأنشدت :
على أنها الأيام قد صرن كلها . . . عجائب حتى ليس فيها عجائب
ونخرت وكفرت ، وعبست وبسرت ؛ وأبدأت وأعدت ، " وأبرقت وأرعدت " و " هممت ولم أفعل وكدت " وليتني " ولولا " أن " للجوار ذمة وللضيافة حرمة ؛ لكان الجواب في قذال الدمستق ، ولكن النعمل حاضرةٌ إن عادت العقرب ، والعقوبة ممكنةٌ إن أصر المذنب ؛ وهباً لم تلاحظك بعينٍ كليلة عن عيوبك ، ملؤها حبيبها ، وحسنٌ فيها من تودّ ، وكانت إنما حلتك بحلاك ، ووسمتك بسيماك ؛ ولم تعرك شهاده ، ولا تكلفت لك زيادة ؛ بل صدقتك سن بكرها فيما ذكرته عنك ، ووضعت الهناء مواضع النقب فيما نسبته إليك ؛ ولم تكن " كاذبة فيما أثنت به عليك " ، فالمعيدي تسمع به لا أن تراه ، هجين القذال ، أرعن السبال ؛ طويل العنق والعلاوة ، مفرط الحمق والغباوة ؛ جافي الطبع ، سيء الجابة والسمع ؛ بغيض الهيئة ، سخيف الذهاب والجيئة ؛ ظاهر الوسواس ، منتن الأنفاس ؛ كثير المعايب ، مشهور المثالب ؛ كلامك تمتمة ، وحديثك غمغمة ؛ وبيانك فهفهة ، وضحكك قهقهة ؛ ومشيك هرولة ، وغناك مسألة ؛ ودينك زندقة ، وعلمك مخرقة .
مساوٍ لو قسمن على الغواني . . . لما أمهرن إلا بالطلاق
الصفحة 214
236