كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 217 """"""
بثدييها :
فكيف وفي أبناء قومي منكحٌ . . . وفتيان هزان الطوال الغرانقة
ما كنت لأتخطى المسك إلى الرماد ، ولا لأمتطي الثور دون الجواد ؛ فإنما يتيم من لا يجد ماء ، ويرعى الهشيم من عدم الجميم ، ويركب الصعب من لا ذلول له ؛ ولعلك إنما غرك من علمت صبوتي إليه ، وشهدت مساعفتي له ، من أقمار العصر ، ورياحين المصر ؛ الذين هم الكواكب علوّ همم ، والرياض طيب شيم .
من تلق منهم لا تقل : لاقيت سيدهم . . . مثل النجوم التي يسري بها الساري فيحنّ قدحٌ ليس منها ؛ ما أنت وهم ؟ وأين تقع منهم ؟ وهل أنت إلا واو عمرٍو فيهم ، وكالوشيطة في العظم بينهم ؟ وإن كنت إنما بلغت قعر تابوتك ، وتجافيت لقميصك عن بعض قوتك ؛ وعطرت أردانك ، وجررت هميانك ؛ واختلت في مشيتك ، وحذفت فضول لحيتك ؛ وأصلحت شاربك ، ومططت حاجبك ؛ ودققت خط عذارك ، واستأنفت عقد إزارك ؛ رجاء الاكتتاب فيهم ، وطمعاً في الاعتداد منهم ؛ فظننت عجزاً ، وأخطأت استك الحفرة ؛ والله لو كساك محرّقٌ البردين ، وحلتك مارية بالقرطين ؛ وقلدك عمرو بالصمصامة ، وحملك الحارث على

الصفحة 217