كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 222 """"""
فكيف ولا ذنب إلا نميمةٌ أهداها كاشح ، ونبأٌ جاء به فاسق ؛ والله ما غششتك بعد النصيحة ، ولا انحرفت عنك بعد الصاغية ، ولا نصبت لك بعد التشيع فيك ، ففيم عبث الجفاء بأذمتي ، وعاث في مودتي ؟ وأني غلبني المغلب ، وفخر عليّ الضعيف ، ولطمتني غير ذات سوار ؟ ومالك لم تمنع مني قبل أن أفترس ، وتدركني ولما أمزق ، أم كيف لا تتصرم جوانح الأكفاء حسداً لي على الخصوص بك ، وتتقطع أنفاس النظراء منافسةً في الكرامة عليك وقد زانني اسم خدمتك ، وزهاني وسم نعمتك وأبليت البلاء الجميل في سماطك ، وقمت المقام المحمود على بساطك .
ألست الموالي فيك نظم قصائدٍ . . . هي الأنجم اقتادت مع الليل أنجما
وهل لبس الصباح إلا برداً طرزته بمحامدك ، وتقلدت الجوزاء إلا عقداً فصلته بمآثرك ، وبث المسك إلا حديثاً أذعته بمفاخرك ؛ " ما يوم حليمة بسر " وحاش لله أن أعدّ من العاملة الناصبة ، وأكون كالذبالة المنصوبة تضيء للناس وهي تحترق .
وفي فصل منه : ولعمري ما جهلت أن الرأي في أن أتحول إذا بلغتني الشمس ، ونبا بي المنزل ، وأضرب عن المطامع التي تقطع أعناق الرجال ، ولا أستوطئ العجز فيضرب بي المثل : " خامري أم عامر " وإني مع المعرفة بأن
الصفحة 222
236