كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 224 """"""
فيك ، ورضاك لمن رضاه لك ؟
يا من يعز علينا أن نفارقهم . . . وجداننا كل شيءٍ بعدكم عدم أعيذك ونفسي من أن أشيم خلباً ، وأستمطر جهاماً ، وأكدم غير مكدم ، وأشكو شكوى الجريح إلى العقبان والرخم ؛ وإنما أبسست لك لتدر ، وحركت لك الحوار لتحن ؛ وسريت لك ليحمد المسري إليك ؛ بعد اليقين من أنك إن شئت عقد أمري تيسر ، ومتى أعذرت في فك أسري لم يتعذر ؛ وعلمك يحيط بأن المعروف ثمرة النعمة ، والشفاعة زكاة المروءة ، وفضل الجاه تعود به صدقةٌ .
وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعةً . . . من جاهه فكأنها من ماله
لعلي ألقي العصا بذراك ، وتستقر بي النوى في ظلك ، فتستلذ جنى شكري من غرس عارفتك ، وتستطيب عرف ثنائي من روض صنيعتك ؛ وأستأنف التأدب بأدبك ، والاحتمال على مذهبك ؛ فلا أوجد للحاسد مجال لحظة ، ولا أدع للقادح مساغ لفظة ؛ والله ميسرك من إطلابي هذه الطلبة ، وإشكائي من هذه الشكوى لصنيعةٍ تصيب بها طريق المصنع ، ويدٍ تستودعها أحفظ مستودع ؛ حسبما أنت خليقٌ له ، وأنا منك حري به ؛ فذلك بيده ، وهينٌ عليه . وشفعها بأبيات فقال :
الهوى في طلوع تلك النجوم . . . والمنى في هبوب ذاك النسيم
سرنا عيشنا الرقيق الحواشي . . . لو يدوم السرور للمستديم
وطرٌ ما انقضى إلى أن تقضى . . . زمنٌ ما ذمامه بالذميم
الصفحة 224
236