كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 231 """"""
بصري ، وعقلت وكنت في عمياء من خبري ؛ وقلت : هو الذي أعهده من لؤمه ، وأعرفه من شؤمه ؛ فما وهب ، إلا وسلب ؛ ولا أعطى ، إلا ساعاتٍ كإبهام القطا ؛ فياله من قادرٍ ما ألأم قدرته ، وذابحٍ ما أحد شفرته ولو تسلط علينا ، من يظهر شخصه إلينا ، لأدركته رماحنا ، وعصفت به رياحنا ؛ لكنه أميرٌ من وراء سجف ، يسعر بلا رجلٍ ويصول بلا كف .
؟ ومن كلام الوزير الكاتب
أبي محمد بن عبد الغفور إلى بعض إخوانه - وكان قد وصف له امرأة ومدحها وحضه على زواجها ، وكان لذلك الصديق امرأةٌ سوداء - فأجابه ابن عبد الغفور : بينما كنت ناظراً من المرآة في شعرٍ أحتم ، ورأسٍ أجم ، لا أخاف معه الذم ؛ إذ تقدم رسولك إلي ، يخطب بنت فلانٍ علي ؛ ويرغب منها في سعة مال ، وبراعة جمال ؛ ويقسم إنها لبرةٌ بالزوج بريكة ، لا تحوجه عند النوم إلى أريكة ؛ ولو يسرت - وعياذاً بالله - لهذا النكاح ، لرزقت قبل الولد منها آلة النطاح ؛ ولا حاجة لي بعد الدعة والسكون ، إلى حربٍ زبون ، وقراعٍ بالقرون ، ولو حملت إلي تاج كسرى وكنوز قارون ؛ فاطلب لهذه السلعة المباركة مشترياً غيري ، ولا تسقها ولو في النوم إلى . . . ؛ وابتعها ولو بأرفع الأثمان إلى نفسك ، وأضف عاجها النفيس إلى أبنوس عرسك ؛ ولا عذر لها في النشوز والإعراض ، فإنما يحسن السواد لحالك بالبياض ؛ والله يمدك بقرنين قبل الحين ، ويضع لك صنعين وبيلين ، فيسقطك بهذا النكاح الثاني الفم كما أسقطت بالأول لليدين .
كمل السفر السابع من كتاب " نهاية الأرب في فنون الأدب " للنويري رحمه الله تعالى - ويليه الجزء الثامن منه ، وأوله ذكر نبذة من كلام القاضي الفاضل

الصفحة 231