كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 25 """"""
وقال أبو الحسن بن عبد الملك بن صالح الهاشمي
وأسمر طاوي الكشح أخرس ناطق . . . له زملان في بطون المهارق
" ذكر ما يحتاج الكاتب إلى معرفته من الأمور الكلية
" قال شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سليمان الحلبي في كتابه " حسن التوسل " فأول ما يبدأ به من حفظ كتاب الله تعالى ، ومداومة قراءته ، وملازمة درسه وتدبر معانيه حتى لا يزال مصوراً في فكره ، دائراً على لسانه ، ممثلاً في قلبه ، ذاكراً له في كل ما يرد عليه من الوقائع التي يحتاج إلى الاستشهاد به فيها ، ويفتقر إلى إقامة الأدلة القاطعة به عليها ، وكفى بذلك معيناً له في قصده ، ومغنياً له عن غيره ، قال الله تعالى : " ما فرطنا في الكتاب من شئ " وقد أخرج من الكتاب العزيز شواهد لكل ما يدور بين الناس في محاوراتهم ومخاطباتهم مع قصور كل لفظ ومعنى عنه ، وعجز الإنس والجن عن الإتيان بسورة من مثله .
ومن ذلك أن سائلاً قال لبعض العلماء : أين تجد في كتاب الله تعالى قولهم : الجار قبل الدار ؟ قال : في قوله تعالى : " وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة " فطلبت الجار قبل الدار ، ونظائر ذلك كثيرة . وأين قول العرب : " القتل أنفى للقتل " لمن أراد الاستشهاد في هذا المعنى من قوله عز وجل : " ولكم في القصاص حياة " وأكثر الناس على جواز الاستشهاد بذلك ما لم يخول عن لفظه ، ولم يغير معناه .
فمن ذلك ما روي في عهد أبي بكر رضي الله عنه : هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) آخر عهده بالدنيا ، وأول عهده بالآخرة إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ، فإن بر وعدل فذلك ظني به ، وإن جار وبدل فلا علم لي بالغيب ، والخير أردت بكم ، ولكل امرئ ما اكتسب من الإثم " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "

الصفحة 25