كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 27 """"""
معهم فأفوز فوزاً عظيماً " وإذا صحت هذه الرواية عن الحسن فيمكن أن يكون إنكاره على الحجاج لأنه أنكر على غيره ما فعله هو ، وذهب بعضهم إلى أن كل ما أراد الله به نفسه لا يجوز أن يستشهد به إلا فيما يضاف إلى الله سبحانه وتعالى مثل قوله تعالى : " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " وقوله تعالى : " بلى ورسلنا لديهم يكتبون " ونحو ذلك مما يقتضيه الأدب مع الله سبحانه وتعالى .
ومن شرف الاستشهاد بالكتاب العزيز : إقامة الحجة وقطع النزاع ، وارغام الخصم كما روي أن الحجاج قال لبعض العلماء : أنت تزعم أن الحسين رضي الله عنه من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأتى على ذلك بشاهد من كتاب الله عز وجل وإلا قتلتك ، فقرأ : " وتلك حجتنا أتيناها إبراهيم " إلى قوله : " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى " وعيسى هو ابن ابنته ، فأسكت الحجاج وقد تقوم الآية الواحدة المستشهد بها في بلوغ الغرض وتوفية المقاصد ما لا نقوم به الكتب المطولة ، والأدلة القاطعة ، وأقرب ما تفق من ذلك أن صلاح الدين رحمه الله كتب إلى بغداد كتاباً يعدد فيه مواقفه في إقامة دعوة بني العباس بمصر ، فكتب جوابه بهذه الآية : " يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين " وكتب أمير المسلمين يعقوب بن عبد المؤمن إلى الأذفونش ملك الفرنج جواباً عن كتابه إليه - وكان قد أبرق وأرعد فكتب في أعلاه - : " ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون "