كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الثاني في الكتابة وما تفرع من أصناف الكتاب
ولنبدأ باشتقاق الكتابة ، ولم سميت الكتابة كتابة ، ثم نذكر شرفها وفوائدها ، ثم نذكر ما عدا ذلك من أخبار المحترفين بها ، وما يحتاج كل منهم إليه ، فنقول وبالله التوفيق والإعانة .
أصل الكتابة مشتق من الكتب وهو الجمع ، ومنه سمي الكتاب كتابة ، لأنه يجمع الحروف وسميت الكتيبة كتيبة ، لأنها تجمع الجيش ، وقد ورد في المعارف : أن حروف المعجم أنزلت على آدم عليه السلام في إحدى وعشرين صحيفة ، وسنذكر من ذلك طرفا عند ذكرنا لأخبار آدم عليه السلام في فن التاريخ فهذا اشتقاقها .
وأما شرفها - فقد نص الكتاب العزيز عليه ، فقال - تعالى - وهو أول ما أنزل على رسول الله عليه وسلم من القرآن بغار حراء في شهر رمضان المعظم - " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم " قال تعالى : " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " وقال تعالى في وصف الملائكة : " كراماً كاتبين " إلى غير ذلك من الآي .
ومن شرف الكتابة نزول الكتب المتقدمة مسطورة في الصحف كما ورد في الصحف المنزلة على شيث وإدريس ونوح وإبراهيم وموسى وداود وغيرهم صلى الله

الصفحة 3