كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 30 """"""
بعض قصائده فقال :
أهد إلى الوزير المدح يجعل . . . " لك المرباع منها والصفايا "
ورافق رفقه حلوا إليه . . . " فأبو بالنهاب وبالسبايا "
وقل للراحلين إلى ذراه . . . " ألستم خير من ركب المطايا "
ولا تسلك سوى طرقي فإني . . . " أنا ابن جلا وطلاع الثنايا "
وقال بديع الزمان الهمذاني : أنا لقرب دار مولاي كما طرب النشوان مالت به الخمر ومن الارتياح إلى لقائه كما انتقص العصفور بلله القطر ومن الامتزاج بولائه كما التقت الصهباء والبارد العذب ومن الابتهاج بمزاره كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب " وكما قال ابن القرطبي وغيره في رسائلهم على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وكذلك حفظ جانب جيد من شعر المحدثين ، كأبي تمام ومسلم ابن الوليد والبحتري وابن الرومي والمتنبي ، للطف مأخذهم ، ودوران الصناعة في كلامهم ، ودقة توليد المعاني في أشعارهم وقرب أسلوبهم من أسلوب الخطابة والكتابة .
وكذلك النظر في رسائل المتقدمين دون حفظها لما في النظر فيها من تنقيح القريحة ، وإرشاد الخاطر ، وتسهيل الطرق ، والنسخ على منوال المجيد ، والافتداء بطريقه المحسن واستدراك ما فات القاصر والاحتراز مما أظهره النقد ، ورد ما بهرجه السبك ، فأما النهي عن حفظ ذلك فلئلا يتكل الخاطر على ما في حاصله ، ويستند الفكر إلى ما في مودعه ، ويكتفي بما ليس له ، ويتلبس بما لم يعط كلابس

الصفحة 30