كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 31 """"""
ثوبي زور ؛ وأما من قصد المحاضرة بذلك دون الإنشاء فالأحسن به حفظ ذلك وأمثاله .
وكذلك النظر في كتب الأمثال الواردة عن العرب نظماً ونثرا كأمثال الميداني والمفضل بن سلمة الضبي وحمزة الأصبهاني وغيرهم ، وأمثال المحدثين الواردة في إشعارهم كأبي العتاهية وأبي تمام والمتنبي وأمثلب المولدين ، وقد أوردنا من ذلك في باب الأمثال جملا .
وكذلك النظر في الأحكام السلطانية ، فإنه قد يأمر بأمر فيعرف منها كيف يخلص قلمه على حكم الشريعة المطهرة من تولية القضاء والحبسة وغير ذلك ، وقد قدمنا في هذا الكتاب من ذلك طرفاً جيداً قال : فهذه أمور كلية لا بد للمترشح لهذه الصناعة من التصدي للإطلاع عليها ، والأكباب على مطالعتها ، والاستكثار منها لينفق من تلك المواد ، وليسلك في الوصول إلى صناعته تلك الجواد وإلا فليعلم أنه في واد والكتابة في وادٍ . قال : وأما الأمور الخاصة التي تزيد معرفتها قدره ، ويزين العلم بها نظمه ونثره ، فإنها من المكملات لهذا الفن وإن لم يضطر إليها ذو الذهن الثاقب ، والطبع السليم ، والقريحة المطاوعة ، والفكرة المنقحة ، والبديهة المجيبة ، والروية المتصرفة ، لكن العالم بها متمكن من أزمة المعاني ، يقول عن علم ويتصرف عن معرفة ، وينتقد بحجة ، ويتخير بدليل ، ويستحسن ببرهان ، ويصوغ الكلام بترتيب ، فمن ذلك المعاني والبيان والبديع والكتب المؤلفة في إعجاز الكتاب العزيز ، ككتب الجرجاني والرماني والإمام فخر الدين السكاكي والخفاجي وابن الأثير