كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
تعالى : " كأنهم أعجاز نخل خاوية " وقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " الناس كأسنان المشط " الثاني التشبيه المشروط ، وهو أنه يشبه شيئاً بشيء لو كان بصفة كذا ، ولولا أنه بصفة كذا ، كقوله : أشبه وجه مولانا بالعيد المقبل لو كان العيد تبقى ميامنه وتدوم محاسنه ، وكقوله : وجه هو كالشمس لولا كسوفها ، والقمر لولا خسوفه .
وكقول البديع :
قد كان يحيك صوت الغيث منسكباً . . . لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نظقت . . . والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
وكقول الآخر :
عزماته مثل النجوم ثواقبا . . . لو لم يكن للثاقبات أفول
الثالث تشبيه الكناية ، وهو أن يشبه شيئاً بشيء من غير أداة التشبيه ، كقول المتنبي . بدت قمراً وماست خوط بانٍ . . . وفاحت عنبرا وزنت غزالا
وقول الواو الدمشقي :
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس فسقت . . . ورداً وعضت على العناب بالبرد
الرابع تشبيه التسوية ، وهو أن يأخذ صفة من صفات نفسه ، وصفة من الصفات المقصودة ويشبهها بشيء واحد ، كقوله :
صدغ الحبيب وحالي . . . كلاهما كالليالي
وثغره في صفاء . . . وأدمعي كاللآلئ

الصفحة 38