كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
عليهم كما أخبر به القرآن ، قال الله تعالى " إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " وقال تعالى " وألقى الألواح " وما ورد في الأخبار الصحيحة والأحاديث الصريحة أنه مكتوب على العرش وعلى أبواب الجنة ما صورته : لا إله إلا الله محمد رسول الله . وكفى بذلك شرفا .
وأما فوائدها : فمنها رسم المصحف الكريم الموجود بين الدفتين في أيدي الناس ولولا ذلك لاختلف فيه ودخل الغلط وتداخل الوهم قلوب الناس .
ومنها رقم الأحاديث المروية عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) التي عليها بنيت الأحكام وتميز الحلال من الحرام ، وضبط كتب العلوم المنقولة عن أعلام الإسلام وتواريخ من انقرض من الأنام فيما سلف من الأيام .
ومنها حفظ الحقوق ، ومنع تمرد ذوي العقوق ؛ بما يقع عليهم من الشهادات ويسطر عليهم من السجلات التي أمر الله تعالى بضبطها بقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه " ومنها المكاتبة بين الناس بحوائجهم من المسافات البعيدة ، إذ لا ينضبط مثل ذلك برسول ، ولا تنال الحاجة به بمشافهة قاصد ، ولو كان على ما عساه علي يكون من البلاغة والحفظ لوجود المشقة ، وبعد الشقة .
ومنها ضبط أحوال الناس ، كمنشير الجند ، وتواقيع العمال وإدارات أرباب الصلات في سائر الأعمال ، إلى ما يجري هذا المجرى ، فكان وجودها في سائر الناس فضيلة وعدمها نقيصة إلا في رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فإنها إحدى معجزاته لأنه ( صلى الله عليه وسلم ) أمي " أتى " بما أعجز البلغاء ، وأخرس الفصحاء ، وفل حد المعارضين من

الصفحة 4