كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
غير مدارسة ولا ممارسة تعليم ، ولا مراجعة لمن عرف بذلك واشتهر به .
والكتابة العربية أشرف الكتابات لأن الكتاب العزيز لم يرقم بغيرها خلافاً لسائر الكتب المنزلة ، وهذه الكتابة العربية أول من اخترعها على الوضع الكوفي سكان مدينة الأنبار ، ثم نقل هذا القلم إلى مكة فعرف بها ، وتعلمه من تعلمه ، وكثر في الناس وتداولوه ، ولم تزل الكتابة به على تلك الصورة الكوفية إلى أيام الوزير أبي علي بن مقلة ، فعربها تعريباً غير كاف ، ونقلها نقلاً غير شاف ، فكانت كذلك إلى أن ظهر علي بن هلال الكاتب المعروف بابن البواب ، فكمل تعريبها وأحسن تبويبها ، وأبدع نظامها ، وأكمل التئامها ، وحلاها بهجة وجمالاً ، وأولاها بل أولى بها منة وإفضالاً ، وألبسها من رقم أنامله حللا ، وجلاها للعيون فكان أول من أحسن في ترصيعها وترصيفها عملاً ، ولا زال يتنوع في محاسنها ، ويتنوع في ترصيع عقود ميامنها ؛ حتى تقررت على أجمل قاعدة وتحررت على أكمل فائدة ، وسنزيد ما قدمناه من هذه الفصول وضوحاً وتبياناً ، ونقيم على تفصيل مجملها وبسط مدمجها أدلة وبرهاناً . " ثم الكتابة بحسب من " يحترفون بها على أقسام : وهي كتابة الإنشاء ، وكتابة الديوان والتصرف ، وكتابة الحكم والشروط ، وكتابة النسخ ، وكتابة التعليم ، ومنهم من عد في الكتابة كتابة الشرط ، ولم نرد ذكرها تنزيهاً لكتابنا عنها ، ولا حكمة في إيرادها .

الصفحة 5