كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 60 """"""
الثاني : توابع الأسماء .
الثالث : الفاعل .
الرابع : المضمر ، وهو أن يكون متأخراً لفظاً وتقديراً ، كقولك : ضرب زيد غلامه أو مؤخراً في اللفظ مقدماً في المعنى كقوله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه أو بالعكس كقولك : ضرب غلامه زيد ، وإن تقدم لفظاً ومعنى لم يجز كقولك : ضرب غلامه زيداً .
الخامس : ما يفضى إلى اللبس ، كقولك : ضرب موسى عيسى ، أو أكرم هذا فيجب فيه تقديم الفاعل .
السادس : العامل الذي هو ضعيف عمله ، كالصفة المشبهة والتمييز وما عمل فيه حرف أو معنى كقولك : هو حسن وجهاً ، وكريم أبا ، وتصيب عرقاً ، وخمسة وعشرون درهماً وإن زيد قائم ، وفي الدار سعد جالساً . ولا يجوز الفصل بين العامل والمعمول بما ليس منه ، فلا تقول : كانت زيداً الحمي تأخذ إذا رفعت الحمى بكانت للفصل بين العامل وما عمل فيه ، فإن أضمرت الحمى في كانت صحت المسألة .
وأما الفصل والوصل - فهو العلم بمواضع العطف والاستئناف والتهدي إلى كيفية إيقاع حروف العطف في مواقعها وهو من أعظم أركان البلاغة حتى إن بعضهم حد البلاغة بأنها معرفة الفصل والوصل ، وقال عبد القاهر : إنه لا يكمل لإحراز الفضيلة فيه أحد إلا كمل لسائر معاني البلاغة . قال : اعلم أن فائدة " العطف " التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه ، ثم من الحروف العاطفة ما لا يفيد إلا هذا القدر وهو الواو ومنها ما يفيد فائدة كالفاء وثم وأو ، وغرضنا ها هنا متعلق بما لا يفيد إلا الاشتراك فنقول : العطف إما أن يكون في المفردات وهو يقتضي التشريك في الإعراب ، وإما أن يكون في الجمل وتلك الجمل إن كانت في قوة المفرد كقولك : مررت برجل خلقه حسن وخلقه قبيح فقد