كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 63 """"""
قال : ومما يجب ذكره هاهنا الجملة إذا وقعت حالاً فإنها تجئ مع الواو تارة وبدونها أخرى فنقول : الجملة إذا وقعت حالاً فلا بد أن تكون خبرية تحتمل الصدق والكذب ، وهو على قسمين .
الأول وله أحوال : الأولى : أن يجمع لها بين الواو وضمير صاحب الحال ، كقولك : جاء زيد ويده على غلامه ولقيت زيداً وفرسه سابقه ، وهذه الواو تسمى واو الحال .
الثانية : أن تجئ بالضمير من غير واو ، كقولك : كلمته فوه إلى في ، وهو في معنى مشافها ، والرابط الضمير ، فلو قلت : كلمته إلى في فوه ، ولقيته عليه جبة وشئ لم يكن من باب وقوع الجملة حالاً ، لأنه يمكننا أن نرفع فوه وجبة بالجار والمجرور فيرجع الكلام إلى وقوع المفرد حالاً ، والتقدير كلمته كائناً إلى في فوه ، ولقيته مستقرة عليه جبة وشئ وعليه قول بشار :
إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها . . . غدوت مع البازي على سواد
الثالثة : أن تجئ الواو من غير ضمير وهو كثير ، كقولك : لقيتك والجيش قادم وزرتنا والشتاء خارج . ويجوز أن تجمع بين حالين مفرد وجملة إذا أجزنا وقوع حالين كقولك : لقيتك راكباً والجيش قادم فالجملة حال من التاء أو من الكاف والعامل فيها لقيت ، أو من ضمير راكباً " وراكباً " هو العامل فيها .
القسم الثاني الجملة الفعلية ، ولا بد أن تكون ماضياً أو مضارعاً " أما الماضي فلا بد معه من الإتيان بالواو وقد أو بأحدهما ، كقولك : تكلمت وقد عجلت ، وجاء زيد قد ضرب عمراً ، وجئت وأسرعت في المجيء قال الله تعالى : " قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون " ولم يجر البصريون خلوة عنهما ، وقالوا في قوله تعالى : " أو جاءوكم حصرت صدروهم " وفي قول أبي صخر الهذلي :
وإني لتعروني لذاكراك هزة . . . كما انتقض العصفور بلله القطر