كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 66 """"""
فصل في حذف المبتدأ والخبر
قال : قد يحسن حذف المبتدأ حيث يكون الغرض أنه قد بلغ في استحقاق الوصف بما جعل وصفاً له إلى حيث يعلم بالضرورة أن ذلك الوصف ليس إلا له سواء كان في نفسه كذلك ، أم بحسب دعوى الشاعر على طريق المبالغة ، فذكره يبطل هذا الغرض ، ولهذا قال الإمام عبد القاهر : ما من اسم يحذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره ، فمن حذف المبتدأ قوله تعالى : " سورة أنزلناها وفرضناها " أي هذه السورة وقول الشاعر :
لا يبعد الله التلبب والس . . . غارات إذ قال الخميس نعم
أي هذه نعم قال عبد القاهر : ومن المواضع التي يطرد فيها حذف المبتدأ بالقطع والاستئناف أنهم يبدءون بذكر الرجل ويقدمون بعض أمره ، ثم يدعون الكلام الأول ويستأنفون كلاماً " آخر " وإذا فعلوا ذلك أنوا في أكثر الأمر بخبر من غير المبتدأ مثال ذلك قوله :
وعلمت أنى يوم ذا . . . ك منازل كعباً ونهدا
قوم إذا لبسوا الحدي . . . د تنمروا خلقاً وقدا
وقال الحطيئة :
هم حلوا من الشرف المعلى . . . ومن حسب العشيرة حيث شاءوا
بناة مكارم وأساة كلم . . . دماؤهم من الكلب الشفاء
وأمثلة ذلك كثيرة .
ومن حذف الخبر قوله تعالى : " لولا أنتم لكنا مؤمنين " أي لولا أنتم مضلونا وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا علي لهلك عمر ، أي لولا علي حاضر أو مفتٍ .

الصفحة 66