كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 69 """"""
فلولا هي لم يكن كلاماً ؛ وإن كانت النكرة موصوفة جاز حذفها ولكن دخولها أصلح ، كقول حسان :
إن دهراً يلف شملي بجملٍ . . . لزمان يهم بالإحسان
الرابعة : أنها قد تغني عن الخبر ، كما إذا قيل لك : الناس إلبٌ عليكم فهل لكم أحد ؟ فقلت : إن زيداً وإن عمراً أي لنا ، قال الأعشى :
إن محلاً وإن مرتجلاً . . . وإن السفر إذ مضوا مهلا
الخامسة : قال المبرد : إذا قلت عبد الله قائم ، فهو إخبار عن قيامه فإذا قلت : إن عبد الله قائم ، فهو جواب عن إنكار منكر لقيامه ، سواء كان المنكر هو السائل أو الحاضرين ، والدليل على أن إن إنما تذكر الجواب السائل أنهم ألزموها الجملة من المبتدأ والخبر ، والله إن زيداً لمنطلق ، فالحاجة إنما تدعوا إلى " إن " إذا كان للسامع ظن يخالف ذلك ، ولذلك تراها تزداد حسناً إذا كان الخبر بأمر يبعد ، كقول أبي نواس :
عليك باليأس من الناس . . . إن غنى نفسك في الياس
ومن لطيف مواقعها أن يدعى على المخاطب ظن لم يظنه ولكن " صدر " منه فعل يقتضي ذلك الظن ، فيقال له : حالك تقتضي أن تكون قد ظننت ذلك ، كقول الشاعر :
جاء شقيق عارضاً رمحه . . . إن بني عمك فيهم رماح