كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
أو بالحركة والسكون ، كقولهم : البدعة شرك الشرك ، أو بالتخفيف والتشديد كقولهم : الجاهل إما مفرط وإما مفرط .
ومنه المذيل - ويقال له : التجنيس الزائد والناقص أيضاً - وهو أن تجئ بكلمتين متجانستين اللفظ متفقتي الحركات ، غير أنهما يختلفان بحرف ، إما في آخرهما كقولك : فلان حامٍ حامل لأعباء الأمور ، كاف كافل لمصالح الجمهور ، وقولهم : أنا من زماني في زمانه ومن إخواني في خيانه ، وقولهم : فلان سال عن إخوانه سالم من زمانه ، ومن النظم قول أبي تمام :
يمدون من أيدٍ عواص عواصمٍ . . . تصول بأسياف قواض قواضب
وقول البحتري :
لئن صدفت عنا فربت أنفس . . . صواد إلى تلك النفوس الصوادف
إما من أولهما ، كقولك تعالى : " والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق " ومن النظم ما أنشده عبد القاهر :
وكم سبقت منه إلى عوارف . . . ثنائي من تلك العوارف وارف
وكم غررٍ من بره ولطائفٍ . . . لشكري على تلك اللطائف طائف
ومنه المركل وهو على ضربين : الأول : ما هو متشابه لفظاً وخطاً ، كقولهم : همتك الهمة الفاترة وفي صميم قلبك ألفاترة ومن النظم قول البستي :
إذا ملك لم يكن ذاهبه . . . فدعه فدولته ذاهبه
وقول الآخر :
عضنا الدهر بنابه . . . ليت ما حل بنا به
وقول طاهر البصري :
ناظراه فيما جنى ناظراه . . . أودعاني رهناً بنا أودعاني
الثاني : ما هو متشابه لفظاً لا خطاً ويسمى التجنيس " المفروق " كقوله : كنت أطمع في تجريبك ، ومطايا الجهل تجري بك .