كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 79 """"""
وقول البستي :
أبا العباس لا تحسب لشيني . . . بأنى من حلى الأشعار عاري
فلي طبع كسلسال معين . . . زلال من ذرى الأحجار جاري
إذا ما أكبت الأدوار زنداً . . . فلي زند على الأدوار واري .
ومن أجناس التجنيس المصحف - ويقال له تجنيس الخط أيضاً - وهو أن تأتي بكلمتين متشابهتين خطاً لا لفظاً ، كقوله تعالى : " وهم يحسبون أنهم يحسنون " وقوله تعالى : " والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين " وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " عليكم بالأبكار فإنهن أشد حباً وأقل خبا " وقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لعلي رضي الله عنه : قصر من ثيابك فإنه أبقى وأنقى وأتقى .
وكقول أبي فراس :
من بحر شعرك أغترف . . . وبفضل علمك أعترف .
ومنه المضارع - ويسمى المطمع - وهو أن يحاء بالكلمة ويبدأ بأختها على مثل أكثر حروفها ، فتطمع في أنها مثلها ، فتخالفها بحرف ، ويسمى المطرف وهو أن تجمع بين كلمتين متجانستين لا تفاوت بينهما إلا بحرف واحد من الحروف المتقاربة سواء وقع آخر أو حشو ، كقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الخيل معقود بتواصيها الخير " ومنه قول الحطيئة :
مطاعين في الهيجا مطاعيم في الدجى . . . بني لهم آباؤهم وبني الجد
وقول البحتري :
ظللت أرجم فيك الظنون . . . أحاجمه أنت أم حاجبه ؟
وإن كان التفاوت بغير المتقاربة سمى التجنيس اللاحق ، كقوله تعالى : " وإذا جاءهم أمر من الأمن " وقوله تعالى : " وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد " وقول البحتري :
هل لما فات من تلاقٍ تلافي . . . أم لشاك من الصبابة شافي

الصفحة 79