كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 80 """"""
ومنه المشوش - وهو كل تجنيس يتجاذبه طرفان من الصنعة فلا يمكن إطلاق اسم أحدهما عليه ، كقولهم : فلان مليح البلاغة ، صحيح البراعة .
ومنه تجنيس الاشتقاق - ويسمى الاقتضاب أيضاً ، ومنهم من عده أصلاً برأسه ، ومنهم من عده أصلاً في التجنيس - وهو أن يجئ بألفاظ يجمعها أصل واحد في اللغة ، كقوله تعالى : " فأقم وجهك للدين القيم " وقوله تعالى : " يمحق الله الربو ويربي الصدقات " وقوله تعالى : " فروحٌ وريحانٌ " وقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً " وقوله : " الظلم ظلمات يوم القيامة " ومن النظم قول أبي تمام :
غممت الخلق بالنعماء حتى . . . غدا الثقلان منها متقلين
وقول المطرزي :
وإني لأستحي من المجد أن أرى . . . حليف غوانٍ أو أليف أغاني
وقول الصاحب بن عياد : وقائلةٍ لم عرتك الهموم . . . وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت ذريني على غصتي . . . فإن الهموم بقدر الهمم
وقول آخر :
إن ترى الدنيا أغارت . . . ونجوم السعد غارت
فصروف الدهر شتى . . . كلما جارت أجارت
ومما يشبه المشتق - ويسميه بعضهم المشابه وبعضهم المغاير - قوله تعالى : " وجنى الجنتين دان " وقوله تعالى : " ليريه كيف يواري سوءة أخيه " وقوله تعالى : " وإن يردك الله بخيرٍ فلا راد لفضله " وقوله تعالى : " وأسلمت مع سليمان " ومن النظم قول البحتري :
وإذا ما رياح جودك هبت . . . صار قول العذال فيها هباء