كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 81 """"""
ومن أجناس التجنيس تجنيس التصريف - وهو ما كان كالمصحف " إلا " في اتحاد الكتابة ثم لا يخلو من أن تتقارب فيه الحروف باعتبار المخارج أو لا تتقارب فإن تقاربت سمي مضارعاً ، وإن لم تتقارب سمي لاحقاً .
مثال الأول قوله تعالى : " وهم ينهون عنه وينئون عنه " وقوله تعالى " بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون " وقول قس بن ساعدة الإيادي : " من مات فات " وقول الشاعر :
فيا لك من حزم وعزم طواهما . . . جديد البلى تحت الصفا والصفائح
وهذا البيت يشتمل على المضارع والمتمم ، ومثال الثاني قول علي رضي الله عنه : الدنيا دار ممر ، والآخرة دار مقر ، وقول عبد الله بن صالح وقد وصف اليمن : ليس فيه إلا ناسج برد ، أو أساس قرد .
ومنها التجنيس المخالف - وهو أن تشتمل كل واحدة من الكلمتين على حروف الأخرى دون ترتيبها كقول أبي تمام :
بيض الصفائح لا سود الصحائف في . . . متونهن جلاء الشك والريب
وقول البحتري :
شواجر أرماح تقطع بينهم . . . شواجر أرحام ملومٍ قطوعها
وقول المتنبي :
ممنعةٌ منعمة رداحٌ . . . يكلف لفظها الطير الوقوعا
فإن اشتملت كل كلمة على حروف الأخرى ، وكان بعض هذه قلب حروف هذه خص باسم جناس العكس ، كقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ