كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 82 """"""
وارق " وقول عبد الله بن رواحة يمدح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
تحمله الناقة الأدماء معتجرا . . . بالبرد كالبدر جلى نوره الظلما .
ومنها تجنيس المعنى - وهو أن تكون إحدى الكلمتين دالة على الجناس بمعناها دون لفظها ، وسبب استعمال هذا النوع أن يقصد الشاعر المجانسة لفظاً ولا يوافقه الوزن على الإتيان باللفظ المجانس فيعدل إلى مرادفه ، كقول الشاعر يمدح المهلب ويذكر فعله بقطري بن الفجاءة وكان قطري يكنى أبا نعامة :
حدا بأبي أم الرئال فأجفلت . . . نعامته من عارض متلبب
أراد أن يقول : حدا بأبي نعامة فأجفلت نعامته أي روحه ، فلم يستقم له فقال : بأبي أم الرئال ، وأم الرئال هي النعامة ، وكقول الشماخ :
وما أروى وإن كرمت علينا . . . بأدنى من موقفه حرون
أروى : اسم امرأة ، والموقفة الحرون من الوحش : أروى وبها سميت المرأة فلم يمكنه أن يأتي باسمها فأنى بصفتها ، وقد صرح بذلك المعري في قوله :
أروى النياق كأروى النيق يعصمها . . . ضرب يظل له السرحان مبهوتا
وبعضهم لا يدخل هذا في باب التجنيس ، قال : وإنما يحسن التجنيس إذا قل ، وأتى في الكلام عفواً من غير كد ولا استكراه ، ولا بعد ولا ميل إلى جانب الركة ولا

الصفحة 82