كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 83 """"""
يكون كقول الأعشى :
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني . . . شاو مشلٌ شلولُ شلشلُ شول
ولا كقول مسلم بن الوليد :
سلت وسلت ثم سل سليلها . . . فأتى سيل سليلها مسلولا
ولا كقول المتنبي :
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا . . . قلاقل عيش كلهن قلاقل
وأما الطباق - فإن المطابقة أن تجمع بين ضدين مختلفين ، كالإيراد والإصرار والليل والنهار ، والسواد والبياض ، قال الأخفش وقد سئل عنه : أجد قوماً يختلف ونفيه ، فطائفة - وهم الأكثر - يزعمون أنه الشيء وضده وطائفة تزعم أنه اشتراك المعنيين في لفظ واحد ، كقول زياد الأعجم :
ونبئتهم يستنصرون بكاهل . . . وللؤم فيهم كاهل وسنام
الطباق
ثم قال : وهذا هو التجنيس بعينه ، ومن ادعى أنه طباق فقد خالف الأصمعي والخليل ، فقيل له : أو كانا يعرفان ذلك ؟ فقال : سبحان الله وهل أعلم منهما بالشعر وتمييز خبيثه من طيبه ؟ ويسمونه المطابقة والطباق والتضاد والتكافؤ وهو أن تجمع بين المتضادين مع مراعاة التقابل ، فلا تجئ باسم مع فعل ولا بفعل مع اسم مثاله قوله تعالى : " فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً " وقوله تعالى : " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود " وقوله تعالى : " سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار " وقوله تعالى : " قل اللهم مالك الملك " إلى قوله : " بغير حساب " وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) للأنصار : " إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع " ومن النظم قول

الصفحة 83