كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
وقول أبي نواس :
أنا استدعيت عفوك من قريب . . . كما استعفيت سخطك من بعيد
ومن مقابلة أربعة بأربعة قوله تعالى : " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذبل بالحسنى فسنيسره للعسرى " المقابل بقوله تعالى : " استغنى " قوله تعالى : " واتقى " لأن معناه : زهد فيما عند الله واستغنى بشهوات الدنيا عن نعم الآخرة ، وذلك يتضمن عدم التقوى ، ومنه قول النابغة :
إذا وطئا سهلاً أثارا عجاجة . . . وإن وطئا حزناً تشظى الجنادل .
ومن مقابلة خمسة بخمسة قول المتنبي :
أزورهم وسواد الليل يشفع لي . . . وأنثني وبياض الصبح يغري بي
قابل أزور بأنثني ، وسواد البياض والليل بالصبح ، ويشفع بيغري ولي بقوله : بي .
السجع
وأما السجع - فهو أن كلمات الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز موقوفاً عليها ، لأن الغرض أن يجانس بين قرائن ، ويزاوج بينها ، ولا يتم ذلك إلا بالوقف ، ألا ترى إلى قولهم : " ما بعد ما فات ، وما أقرب ما هو آت " فلو ذهبت تصل لم يكن بد من إعطاء أواخر القرائن ما يقتضيه حكم الإعراب ، فتختلف أواخر القرائن ، ويفوت الساجع غرضه ، وإذا رأيناهم يخرجون الكلمة عن أوضاعها للازدواج فيقولون : أتيتك بالغدايا والعشايا وهنأني الطعام ومرأني ، وأخذه ما قدم وما حدث ، " وانصرفن مأزورات غير مأجورات " يريد الغدوات وأمرأني وحدث وموزورات مع أن فيه ارتكاباً لمخالفة اللغة فما الظن بأواخر الكلم المشبهة بالقوافي .
قال : والسجع أربعة أنواع وهي : الترصيع والمتوازي والمطرف والمتوازن .

الصفحة 87