كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 88 """"""
أما الترصيع - فهو أن تكون الألفاظ مستوية الأوزان متفقة الأعجاز كقوله تعالى : " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " وقوله تعالى : " إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " وقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم اقبل توبتي واغسل حوبتي " وقولهم : فلان يفتخر بالهمم العالية ، لا بالرمم البالية وقولهم : عاد تعريضك تصريحاً ، وتمريضك تصحيحاً ، ومن النظم قول الخنساء :
حامى الحقيقة محمود الخليفة مه . . . دي الطريقة نفاع وضرار
جواب قاصية جزاز ناصية . . . عقاد ألوية للخيل جرار
وقد يجئ مع التجنيس كقولهم : إذا قلت الأنصار ، كانت الأبصار ، وما وراء الخلق الدميم ، إلا الخلق الذميم ، ومن النظم قول المطرزي :
وزند ندى فواضله ورى . . . وزند ربا فضائله نضير
ودر جلاله أبداً ثمين . . . ودر نواله أبدا غزير .
وأما المتوازي - فهو أن يراعى في الكلمتين الأخيرتين من القرينتين الوزن مع اتفاق الحرف الأخير منهما ، كقوله عز وجل : " فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة " .
وقول الحريري : ألجأني حكم دهر قاسط إلى أن انتجع أرض واسط .
وقوله : وأودى الناطق والصامت ورثى لنا الحاسد والشامت .
وأما المطرف - فهو أن يراعي الحرف الأخير في كلمتي قرينتيه من غير مراعاة الوزن ، كقوله تعالى : " ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً " وقولهم : جنابه محط الرحال ، ومخيم الآمال .