كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 89 """"""
وأما المتوازن - فهو أن يراعي في الكلمتين الأخيرتين من القرينتين الوزن مع اختلاف الحرف الأخير منهما ، كقوله تعالى : " ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة " وقولهم : اصبر على حر القتال ومضض النزال ، وشدة المصاع ، ومداومة المراس ، فإن راعى الوزن في جميع كلمات القرائن أو أكثرها ، وقابل الكلمة منها بما يعادلها وزنا كان أحسن ، كقوله تعالى : " وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم " وقول الحريري : اسود يرمي الأبيض ، وابيض فودي الأسود ويسمى هذا في الشعر الموازنة ، كقول البحتري : فقف مسعداً فيهن إن كنت عاذرا . . . وسر مبعداً عنهن إن كنت عاذلا
قال : ومما هو شرط الحسن في هذا المحافظة على التشابه ، وهو اسم جامع للملاءمة والتناسب .
فالملاءمة : تأليف الألفاظ بعضها لبعض على ضروب من الاعتدال كقول لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه . . . يعود رماداً بعد إذ هو ساطع
وما المال والأهلون إلا وديعةٌ . . . ولا بد يوماً أن ترد الودائع
وبعضهم يعد التلفيق من باب الملاءمة ، وهو أن تضم إلى ذكر الشيء ما يليق به ويجري مجراه أي تجمع الأمور المناسبة ، ويقال له : مراعاة النظير أيضاً ، كقول ابن سمعون للمهلبي .
أنت أيها الوزير إبراهيمي الجود ، إسماعيلي الوعد ، شعيبي التوفيق يوسفي العفو ، محمدي الخلق .

الصفحة 89