كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
وقيل لبعضهم : ما البلاغة ؟ قال : معرفة الوصل من الفصل ، وقيل لآخر : ما البلاغة ؟ قال : ألا يؤتى القائل من سوء فهم السامع ، ولا يؤتى السامع من سوء بيان القائل .
وقيل للخليل بن أحمد : ما البلاغة ؟ فقال : ما قرب طرفاه ، وبعد منتهاه .
وقيل لبعض البلغاء : من البليغ ؟ قال : الذي إذا قال أسرع ، وإذا أسرع أبدع وإذا أبدع حرك كل نفس بما أودع .
وقالوا : لا يستحق الكلام اسم البلاغة حتى يكون معناه إلى قلبك أسبق من لفظه إلى سمعك .
وسأل معاوية صحاراً العبدي : ما هذه البلاغة ؟ قال : أن تجيب فلا تبطئ وتصيب فلا تخطئ .
وقال الفضل : قلت لأعرابي : ما البلاغة ؟ قال : الإيجاز في غير عجز والإطناب في غير خطل .
وقال قدامة : البلاغة ثلاثة مذاهب : المساواة وهو مطابقة اللفظ المعنى لا زائد ولا ناقصاً ؛ والإشارة وهو أن يكون الفظ كاللمحة الدالة ؛ والدليل وهو إعادة الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد ، ليظهر لمن يفهمه ، ويتأكد عند فهمه .
قال بعض الشعراء :
يكفى قليل كلامه وكثيره . . . بيت إذا طال النضال مصيب

الصفحة 9