كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 90 """"""
وكقول أبي الفوارس الحمداني :
أأخا الفوارس لو رأيت مواقفي . . . والخيل من تحت الفوارس تنحط
لقرأت منها ما تخط يد الوغى . . . والبيض تشكل والأسنة تنقط
وكقول آخر :
وكم من سائل بالغيب عنك أجبته . . . هناك الأيادي الشفع والسود الوتر
عطاء ولا من وحكم ولا هوى . . . وحلم ولا عجز وعز ولا كبر
وقول ابن حيوس :
يقينك والتقوى وجودك والغنى . . . ولفظك والمعنى وسيفك والنصر
والتناسب : هو ترتيب المعاني المتآخية التي تتلاءم ولا تتنافر كقول النابغة :
والرفق يمن والأناة سعادة . . . فاستأن في رزق تنال نجاحا
واليأس عما فات يعقب راحةً . . . ولرب مطمعة تعود ذباحا
ويسمى التشابه أيضاً وقيل : التشابه أن تكون الألفاظ غير متباينة بل متقاربة في الجزالة والرقة والسلالة ، وتكون المعاني مناسبة لألفاظها من غير أن يكسو اللفظ الشريف المعنى السخيف ، أو على الضد ، بل يصاغان معاً صياغة تناسب وتلائم .
فصل في الفقر المسجوعة ومقاديرها
قال : قصر الفقرات يدل على قوة التمكن وإحكام الصناعة ، وأقل ما تكون كلمتان كقوله تعالى : " يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر "

الصفحة 90