كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
وهو في النظم على أربعة أنواع : الأول : أن يقعا طرفين ، إما متفقين صورة ومعنى كقوله :
سريع إلى ابن العم يشتم عرضه . . . وليس إلى داعي الندى بسريع
وقوله :
سكران سكر هوىً وسكر مدامة . . . أنى يفيق به سكران أو متفقين صورةً لا معنى ، وهو أحسن من الأول ، كقول السري :
يسار من سجيتها المنايا . . . ويمنى من عطيتها اليسار
وقول الآخر :
ذوائب سود كالعناقيد أرسلت . . . فمن أجلها منا النفوس ذوائب
أو معنى لا صورة كقول عمر بن أبي ربيعة :
واستبدت مرة واحدة . . . إنما العاجز من لا يستبد
وقول السري :
ضرائب أبدعتها في السماح . . . فلسنا نرى لك فيها ضريبا
وقول الآخر :
ثلبك أهل الفضل قد دلني . . . أنك منقوص ومثلوب
أولا صورة ولا معنى ولكن بينهما مشابهة اشتقاق ، كقول الحريري :
ولاح يلحي على جرى العنان إلى . . . ملهاً فسحقاً له من لائح لاحى
الثاني : أن يقعا في حشو المصراع الأول وعجز الثاني ، إما متفقين صورةً ومعنى كقول أبي تمام :
ولم يحفظ مضاع المجد شيء . . . من الأشياء كالمال المضاع
وقول الآخر :
أما القبور فإنهن أوانس . . . بجوار قبرك والديار قبور

الصفحة 92