كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 95 """"""
فالهوجل الأول : الفلاة ، والثاني : الناقة السريعة .
وأما الإعنات - ويقال له التضييق والتشديد ما لا يلزم - فهو أن يعنت نفسه في التزام ردف أو دخيل أو حرف مخصوص قبل حرف الروي ، أو حركة مخصوصة ، كقوله تعالى : " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر " وقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم بك أحاول ، وبك أصاول " وقوله عليه الصلاة والسلام " شر ما في المرء هالع ، أو جبن خالع " وقوله عليه الصلاة والسلام " " زد غبا تودد حباً " وقول عمر رضي الله عنه : لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفاً وقول المعتري :
ضحك وكان الضحك منا سفاهةً . . . وحق لسكان البسيطة أن يبكوا يحطمنا صرف الزمان كأننا . . . زجاج ولكن لا يعاد له السبك
وقول آخر :
يقولون في البستان للعين لذة . . . وفي الخمر والماء الذي غير آسن
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها . . . ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
وقد التزم ابن الرومي الفتح قبل حرف الروي - وكان أولع الناس بذلك فقال :
لما تؤذن الدنيا به من صروفها . . . يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه فيها وإنها . . . لأوسع مما كان فيه وأرغد
إذا بصر الدنيا استهل كأنه . . . بما سيلاقي من أذاها يهدد
وأمثال ذلك في الشعر كثيرة
المذهب الكلامي
وأما المذهب الكلامي - فهو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام نحو قوله عز وجل : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ومنه قول النابغة يعتذر إلى النعمان :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة . . . وليس وراء الله للمرء مذهب