كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
والثانية : إما ممكنة كقوله :
يا واشياً حسنت فينا إساءته . . . نجى حذارك إنساني من الغرق
فإن استحسان إساءة الواشي ممكن ، لكن لما خالف الناس فيه عقبه بما ذكر . أو غير ممكنة ، كقوله :
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته . . . لما أتت وعليها عقد منتطق
قال : وألحق به ما بنى على الشك ، كقول أبي تمام :
رباً شفعت ريح الصبا لرياضها . . . إلى المزن حتى جادها وهو هامع
كأن السحاب الغر غيبن تحتها . . . حبيباً فما ترقا لهن مدامع
وقد أحسن ابن رشيق في قوله :
سألت الأرض لم كانت مصلى . . . ولم كانت لنا طهراً وطيبا
فقالت غير ناطقةٍ لأني . . . حويت لكل إنسان حبيبا
وأما الالتفاف - فقد فسره قدامة بأن قال : هو أن يكون المتكلم آخذاً في معنى فيعترضه إما شك فيه وإما ظن أن راداً يرده عليه ، أو سائلاً له عن سببه فليتفت إليه بعد فراغه منه ، فإما أن يجلي الشك ، أو يؤكده أو يذكر سببه ، كقول الرماح بن ميادة :
فلا صرمه يبدو ففي اليأس راحة . . . ولا وصله يصفو لنا فنكارمه
كأنه توهم أن فلاناً يقول : ما تصنع بصرمه ؟ فقال : لأن في اليأس راحة .
وأما ابن المعتر فقال : الالتفات انصراف المتكلم عن الإخبار إلى المخاطبة ومثاله في القرآن العزيز الإخبار بأن الحمد لله رب العالمين ثم قال : " إياك نعبد وإياك نستعين " ومثاله في الشعر قول جرير :
متى كان الخيام بذي طلوح . . . سقيت الغيث أيتها الخيام

الصفحة 97