كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 98 """"""
أو الانصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار كقوله تعالى " حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة " ومثال ذلك في الشعر قول عنترة : ولقد نزلت فلا تظني غيره . . . مني بمنزلة المحب المكرم
ثم قال مخبراً عنها :
كيف المزار وقد تربع أهلها . . . بعنيزتين وأهلها بالغيلم
أو أنصراف المتكلم من الإخبار إلى المتكلم كقوله تعالى : " والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه " أو انصراف المتكلم من التكلم إلى الإخبار كقوله تعالى : " إن نشأ نذهبكم ونأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز " وقد جمع امرؤ القيس الالتفاتات الثلاثة في ثلاث أبيات متواليات ، وهي قوله :
تطاول ليلك بالإثمد . . . ونام الخلى ولم ترقد
وبات وباتت له ليلة . . . كليلة ذي العائر الأرمد
وذلك من نبأ جاءني . . . وخبرته عن أبي الأسود
يخاطب في البيت الأول ، وانصرف إلى الأخبار في البيت الثاني وانصرف عن الأخبار إلى التكلم في البيت الثالث على الترتيب .
وأما التمام وهو الذي سماه الحاتمي التميم وسماه ابن المعتز اعتراض كلام في كلام لم يتم معناه ثم يعود المتكلم فيتممه وشرح حده بأنه الكلمة التي إذا طرحت من الكلام نقص حسن معناه ومبالغته مع أن لفظه يوهم بأنه تام وهو على ضربين : ضرب في المعاني ضرب في الألفاظ فالذي في المعاني هو تميم المعنى

الصفحة 98