كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
والذي في الألفاظ هو تميم الأوزان ، والأول هو الذي قدم حده ومثاله قوله تعالى : " ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " فقوله تعالى : " ومن ذكر أو أنثى " " تميم وقوله " وهو مؤمن " تميم ثان في غاية البلاغة ، ومن هذا القسم قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة من غير الفريضة ابتنى الله له بيتاً في الجنة " فوقع التمييم في هذا الحديث في ثلاثة مواضع قوله عليه السلام : مسلم ، ولله ومن غير الفريضة ومن أناشيد قدامة على هذا القسم قول الشاعر :
أناس إذا لم يقبل الحق منهم . . . ويعطوه عادوا بالسيوف القةاضب
وأما الذي في الألفاظ فهو الذي يؤتى به لإقامة الوزن بحيث لو طرحت الكلمة استقل معنى البيت بدونها ، وهو على ضربين : أحدهما مجيء الكلمة لا تفيد غير إقامة الوزن فقط ، والثاني مجيئها تفيد مع إقامة الوزن نوعاً من الحسن ، فالأول من العيوب والثاني من المحاسن ، قال : والكلام هنا في الثاني ، ومثاله قول المتنبي :
وخفوق قلب لو رأيت لهيبه . . . يا جنتي لظننت فيه جهنما
فإنه جاء بقوله يا جنتي لإقامة الوزن ، وقصد بها دون غيرها مما يسد مسدها أن يكون بينها وبين قافية البيت مطابقة لا تحصل بغيرها .
وأما الاستطراد - وهذه التسمية ذكر الحاتمي في حلية المحاضرة أنه نقلها عن البحتري ، وقيل : أن البحتري نقلها عن أبي تمام ، وسماه ابن المعتر الخروج من معنى إلى معنى ، وفسره بأن قال : هو أن يكون المتكلم في معنى فيخرج منه بطريق التشبيه أو الشرط أو الإخبار أو غير ذلك إلى معنى آخر يتضمن مدحاً أو قدحاً أو وصفاً وغالب وقوعه في الهجاء ، ولا بد من ذكر المستطرد به باسمه بشرط أن لا يكون تقدم له ذكر .
فمن أول ما ورد في ذلك من النظم قول السموءل بن عادياء :
وإنا لقوم ما نرى القتل سبةً . . . إذا ما رأته عامر وسلول