كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 4)
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}.
التفسير
سبب النزول: أَنه لما أَطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سراح المعتذرين قالوا يا رسول الله: هذه أَموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا، فقال ما أُمرت أَن آخذ من أَموالكم شيئًا، فنزلت وأَخذ منها الثلث وترك لهم الثلثين.
103 - (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً):
هذه ليست الزكاة المفروضة وإنما هي كفارة لذنوبهم كما ينطق به قوله تعالى:
(تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا): والمعنى أن الله تعالى أَمر رسوله صلى الله عليه وسلم أَن يأْخذ هذا القدر ليكون تطهيرًا لهم مما لحق بهم من آثام التخلف، وتزكية تنمى بها حسناتهم إلى مراتب المخلصين.
(وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ):
المراد من الصلاة هنا الاستغفار لهم والدعاءِ بقبول توبتهم.
والمعنى: واستغفر لهم أَيها الرسول، واطلب الرحمة لهم فإِن صلاتك ودعاءك إقرار لنفوسهم المضربة وطمأْنينة لقلوبهم الحائرة، وإِيذان بأَن الله سيقبل توبتهم.
(وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ):
أي والله تعالى عظيم السمع، محيط العلم فسمع اعتراف هؤلاءِ بذنوبهم، وعلم صدقهم في توبتهم، فتاب عليهم وعفا عنهم.
الصفحة 12
1864