كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 6)

والكثرة والفتوحات، لأنهم يعبدونه تعالى لا يشركون به سواه، ومن ارتد بعد هذا الوعد أو تحقيقه أو كفر بنعمته التي أنعم بها عليه فأولئك هم الخارجون عن الإيمان، أو عن فضيلة الشكران (¬1).
56 - {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: وأدوا الصلاة بأركانها وشروطها في مواقيتها، وأعطوا زكاة أموالكم وأبدانكم إلى من يستحقها، وأطيعوا الرسول في كل ما أمركم به أوْ نهاكم عنه، لعلكم ترحمون في الدنيا بتحقيق مواعيد الله لكم، وتحقيق آمالكم، وفي الآخرة بالنجاة من النار، والثواب الجزيل في جنات النعيم.
57 - {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}:
في هذه الآية تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - ووعد له بالنصر، أي: لا تظن يا محمد أن هؤلاء الذين كذبوك وكفروا بما جئتهم به من الله - لا تظنهم - معجزين الله في الأرض عن الانتقام منهم ونصرك عليهم، فإن الله قادر على ذلك، وسوف يعذبهم على كفرهم، ومآلهم النار يأوون إليها خالدين ولبئس مصير الظالمين.
¬__________
(¬1) أطال ابن كثير في التعليق على هذه الآية الكريمة، فارجع إلى ما كتبه فيها إن شئت، فإنه كلام نفيس، تناول فيه التطورات التي مرت بالدولة الإسلامية نحو خلافتها في الأرض تحقيقا لوعد الله الكريم، وحسب القارىء ما كتبناه، ففيه الكفاية والله تعالى هو الموفق.

الصفحة 1460