كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 6)

وعده، لقوله سبحانه: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} ووعد الله لا يتخلف، وليس لأحد عنده تعالى حق ذاتى على عمله، فالله تعالى هو الذي خلقه وأقدره على العمل، وإِنما ذلك بمحض فضل الله ووعده الكريم.
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)}
المفردات:
{ضَلُّوا السَّبِيلَ}: بعدوا عن الطريق الموصل إلى الله تعالى.
{مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا}: ما كان يصح لنا. {أَوْلِيَاءَ}: آلهة يلون أَمرنا.
{نَسُوا الذِّكْرَ}: غفلوا عن ذكرك لغفلتهم عن آياتك.
{قَوْمًا بُورًا}: قومًا هالكين، وبورا مصدر وصف به القوم، ويستوى فيه
الواحد والجمع، وقيل: هو جمع بائر، كعائذ وعوذ، والعائذ: الحديثة النتاج من الظباء والإِبل والخيل.
{صَرْفًا}: دفعًا للعذاب، أَو: حيلة من قولهم: إِنه ليتصرف أي: يحتال.

الصفحة 1493