كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 7)
24 - {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}:
أَي: أَن أَهل الجنة وهم المؤمنون الصادقون؛ يكونون يوم الجزاء أَفضل من هؤلاء المكذبين مستقرًّا ومقيلًا، والمستقر: هو المكان الذي يستقرون فيه أَكثر الأَوقات للتجالس، والتحادث والمقيل: هو مكان الاسترواح، والتمتع ينعمون في هذين المكانين بما أُتيح لهم من خير ونعيم وسُمِّي المكان الثاني مقيلًا؛ لمَا أَن التمتع به يكون وقت القيولة غالبًا، وهو ما تعرفه العرب من مقيل نصف النهار، قال ابن مسعود: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار وتفضيل أصحاب الجنة على أصحاب النار في المستقر والمقيل، إِما بالإِضافة إلى ما للكفرة المنعَّمين في الدنيا؛ على معنى: أَن نعيم المؤمنين في الآخرة خير من نعيم الكفرة في الدنيا، وإما بالإِضافة إلى حالهم في الآخر على سبيل التهكم والتقريع، ويجوز أَن يكون أَفعل التفضيل على غير بابه، فيكون المراد: أَن أَصحاب الجنة سعداءُ في كل حال، على عكس ما عليه أَهل النار من الكفار، فهم في أَسوأ حال.
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
المفردات:
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}: البائع في قوله: {بِالْغَمَامِ} بمعنى عن، فهما يتعاقبان، كما تقول: رميت بالسهم، وعن السهم أَي: واذكر يوم تتفتح السماءُ عن الغمام، وهو سحاب أبيض رقيق مثل الضباب.
{وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا}: من السماء إلى الأَرض بصحائف الثقلين.
{وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}: أَي أَن يوم القيامة صعب شديد على الكافرين.
الصفحة 1503
1864