كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 7)

{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ}: تَتَبْرأَ بعضنا من البعض، فالشياطين يتبرءون ممن أطاعهم، والرؤساءُ يتبرءُون ممن تبعهم.
{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ}: خفيت عليهم الحجج خفاء المرئي على الأعمى.
{لَا يَتَسَاءَلُونَ}: لا يسأل بعضهم بعضًا عن الححج.
{مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}: قال الآلوسي: الخيرة، التخيُّر، كالطيرة بمعنى التَّطُّير، والخِيَرَةُ والتَّخَيُّرُ: الاختيار.
{مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}: ما يخفون في صدورهم من الاعتقادات الباطلة وعداوتهم للرسول.
{وَمَا يُعْلِنُونَ}: ما يظهرونه من الأَفعَال الخبيثة والطعن في الإِسلام.
{لَهُ الْحَمْدُ}: لله وحده القضاءُ النافذ في كل شيءٍ من غير مشاركة فيه لغيره.
التفسير
62 - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}:
لا يزال الحديث متَّصلًا عن أحداث يوم القيامة، ففي هذه الآية إشارة إلى ما يوبخ الله به الكفار المشركين في هذا اليوم حيث يناديهم ويسأَلهم فيقول: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}: أي أين الآلِهَةُ التي كنتم تعبدونها في الدار الدنيا من الأصنام أو غيرها ليدافعوا عنكم وليشفعوا فيكم؟ والتعبير بشركائي، تقريع لهم على زعمهم، وفيه تهكم بهم. والتعبير بلفظ: {تَزْعُمُونَ} للإِشارة إلى كذبهم، فقد قيل: "زعموا" مطية الكذب.
63 - {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}:
الآية الكريمة استئناف مبنى على سؤال مقدر، كأنه قيل: فماذا صدر عنهم من قول حينئذ؟ فقيل: قال الذين حق عليهم القول وهم شركاؤهم من الشياطين، أو رؤساؤهم الذين اتخذوهم أربابًا من دون الله، بأن أطاعوهم في كل ما أمروهم به ونهوهم عنه:

الصفحة 1797